
محامي بورتسودان الذي دافع عن القاتلة الحسناء
بدأت القصة في ﻳﻮﻧﻴﻮ 1957في مدينة القضارف كانت هنالك طفلة يتيمة الابوين تعيش في إحدى الملاجئ للأطفال فاقدي السند تدعا نبيلة وفي أحدا الليالي فكرت نبيلة ابنت العشرة أعوام في الهروب من الملجا وبالفعل هربت من الملجا
ﺃﺧﺬﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﺠﻮﺏ ﺑﺄﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﺩﻭﻥ ﻫﺪﻑ , ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺄﺧﺬ ﻭﺃﻃﺒﻘﺖ ﺷﻔﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﺃﺣﺴﺖ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻳﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﻃﺮﻗﺖ ﺃﻭﻝ ﺑﺎﺏ ﺻﺎﺩﻓﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻄﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻋﻞ ﻣﺪﺧﻠﻪ , ﻭﺃﻓﺎﻗﺖ ﻣﻦ ﺇﻏﻤﺎﺀﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺵ ﻟﻢ ﺗﻌﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺄﻥ ﺣﻮﺍﺷﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻤﻞ ﺍﻷﺭﺟﻮﺍﻧﻲ , ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻨﻮ ﻭﺗﺤﻨﺎﻥ .. ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ , ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺌﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ؟ , ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻫﺮﺑﺖ ﻣﺴﺎﺀ ﺃﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﻻ ﺃﻭﺩ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺮﻫﺘﻪ . ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻟﻘﻴﻄﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ , ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﺃﻥ ﺃﺑﻲ ﺇﻧﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ , ﻭﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻌﻨﻲ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻟﻲ ﺃﻫﻼ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻲ ﻷﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ , ﻫﻜﺬﺍ ﺭﻭﻭﺍ ﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺘﻰ . ﺛﻢ ﺑﻜﺖ , ﻓﻬﺪﺃﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺭﻭﻋﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎَ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺇﻧﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺃﻋﻴﺶ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺠﺮﻧﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﺭﺯﻕ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺗﻜﺴﺐ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﺒﺰ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴﺪﺗﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﺬﻙ ﺇﺑﻨﺔ ﻟﻲ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻌﻴﺸﻲ ﻣﻌﻲ . ﻓﺮﻗﺺ ﻗﻠﺐ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻓﺮﺣﺎً ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺃﺑﺪﺕ ﺟﺪﺓ ﻭﻣﺜﺎﺑﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺴﺐ ﺛﻘﺔ ﺳﻴﺪﺗﻬﺎ ﻭﻋﻄﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺟﻴﺰ , ﻭﺗﻌﺮﻓﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﺳﻴﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺗﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻟﻔﺘﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺃﺣﺒﺘﻪ ﺑﻌﻤﻖ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻠﻘﻬﺎ ﻭﻳﺆﺫﻱ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺻﺒﻴﺔ ﻭﺻﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﺘﻔﺎﺩﻭﻧﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻣﺮﺗﻬﺎ , ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺑﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺧﺒﺮ ﻫﺮﻭﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺳﻔﺎﺡ ﺫﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ .
ﻣﺮﺕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺳﻜﻴﻨﺔ , ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻃﺎﺭﺋﺎً ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻓﻘﻠﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺭﺃﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ , ﻓﻔﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺑﺎﻛﺮ ﺳﻤﻌﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻃﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻓﺰﻋﻬﺎ , ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ , ﻓﺘﻮﺟﺴﺖ ﺧﻴﻔﺔ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﻻﻧﺘﺰﺍﻋﻬﺎ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻭﺭﻣﺖ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻓﻜﻢ ﺃﺣﺒﺘﻬﺎ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺳﻴﺪﺗﻬﺎ ﺗﻄﻤﺌﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ , ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻓﺘﺤﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﻳﺘﻬﺪﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﻬﺪﺩ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﻧﺒﻴﻠﺔ , ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺠﺮﻫﺎ , ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎَ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ , ﻭﻛﻢ ﺃﺣﺒﺖ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻧﺤﻮﻩ ﻑ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻭﻛﻢ ﺗﻤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﺟﻤﻞ ﻫﺪﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﺍﻻﻋﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ , ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﻴﻼً ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﺖ , ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻘﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ . ﻓﻐﺎﺩﺭﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺧﺘﺎﻣﻬﺎ ﺩﻣﻊ ﺗﻘﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ﻟﻴﺨﺘﻠﻂ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺩﺍﻉ ﺃﻟﻴﻤﺔ , ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺴﻮﺓ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﻭﺏ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺨﺒﺄ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺃﺭﻫﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺃﻳﻦ ﺗﺬﻫﺐ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻤﻞ؟ , ﻓﻐﺸﻴﺘﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺧﺎﻃﺮ ﻣﺒﺎﻏﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺠﺮﺏ ﺣﻈﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ( ﺣﻠﻔﺎ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻠﺖ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﻋﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﺼﻨﻊ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻭﺑﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ , ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﺎﺭﺕ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻘﺎﺫﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﻻﻗﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺎ ﻻﻗﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﺎﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﺒﺮﺕ ﻭﺃﺿﺤﺖ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺷﺎﺑﺔ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﺩﻋﺠﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻓﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻓﺎﺣﻤﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﺘﻜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺪﺭ . ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻣﻨﺘﺒﻬﺔ ﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻫﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺴﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺗﺸﺮﺃﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺗﺮﻧﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺫﺋﺎﺏ ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻌﺪﻫﺎ ﻭﻳﺒﺚ ﺟﺬﻭﺓ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﻟﻴﺸﻌﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ , ﻭﻳﺒﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻷﻣﺎﻥ , ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﺗﺤﺘﻤﻲ ﺑﻪ ﻭﻳﺤﻮﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﻒ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺳﺮﻕ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻟﻔﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺃﻟﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻃﺮﻫﺎ ﻗﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﺞ ﺍﻟﻘﻄﻦ , ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺳﺤﺮﺍ ﻭﻣﺤﺒﺔ , ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﺑﺮﻗﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﻟﻬﺎ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﺰﻟﻴﺔ ﻭﻳﻨﻐﻤﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺬﺏ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ :
ﻏَﻨَّﺎﻳـِﻚْ ﻭَﻗَـﻒْ ﻋِﻨْـﺪَ ﺍﻟﻌِﻴـُﻮﻥْ ﻏَﻠَﺒَـﻨُّﻮ
ﻭُﻋَﺎﻗْﺪَﺍﺕْ ﺣَﺎﺟْﺒِﻚْ ﺁ ﺍﻟﺪَﺭْﻋَﻪ ﺍﻟﻜَﻼَﻡْ ﺧَﻠَﺒَﻨُّﻮ
ﻣَﺎ ﺩَﺍﻡْ ﻋَﻘْـﻠِﻲ ﺷِﻠْﺘِﻲ ﻭَﻗَﻠْﺒِﻲ ﻣَـﺎﻓِﻲ ﻷَﻧُّﻮ
ﻋِﻨْﺪِﻙْ ﻣِﻦْ ﺯَﻣَﺎﻥْ ﻋَـﺎﺩْ ﺍﻟﻮَﺻِـﻒْ ﻛَﻴﻔِﻨُّﻮ؟ !
ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺂﺧﺬﺍً ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ . ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺲ ﺃﻥ ﺣﺒﺎ ﺑﺪﺃ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻪ ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻬﺸﺎﻡ , ﺇﻧﻪ ﺷﺎﺏ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻄﻠﻌﺘﻪ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﺞ ﻭﻟﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺤﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ , ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺗﻌﺘﺒﺮﻫﻢ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺃﺛﻴﺮﻳﺔ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈﻧـﻬﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨـﻬﺎ ﻭﺑﺈﺭﻭﺍﺀ ﺃﻧﻮﺛﺘـﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺓ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﺎﺏ . ﻭﻋﻨﺪ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻬﺬﻱ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺣﺒﻪ ﻭﺳﺤﺮ ﻗﻮﺍﻓﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ :
ﺟُﺰَﻳﻌِﻲ ﻭﻋَﺪَﻡ ﺻَﺒﺮِﻱ ﻭ ﺯَﻻَﺯْﻟِﻲ ﻭﺧَﻮﻓِﻲ
ﻣِﻦ ﺳَـــــﺮَﺍﺟَﺔ ﺍﻟﺪَﻋَﺠَﺎ ﺍﻟﻮَﺿـــــﻴﺒَﺎ ﻣِﻘَﻮﻓِﻲ
ﺍﻟﺨَـــــﻼﻧِﻲ ﻣــــِﻦ ﺍﻟﻐَــــﻴﺮَﺍ ﻛَِﺘــــِﺮ ﻋَﻮﻓِﻲ
ﺭَﻳـــــﺪْﻫﺎ ﻭﻋِﺸﻘــــَﻬﺎ ﺍﻟﺒَﻨَـﺎ ﻓﻲ ﻣَﺪَﺍﻳِﻦ ﺟَﻮﻓِﻲ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻧﺒﻴﻠﺔ : ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻲ ﻳﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺃﻡ ﺃﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﻮﻳﻨﻲ؟ , ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺰﻭﺟﻚ . ﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻲ ﺑﺎﺋﺴﺔ ﻻ ﺃﻫﻞ ﻟﻲ . ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺰﻭﺟﻚ . ﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻲ ﻟﻘﻴﻄﺔ ﻭﻋﺸﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻠﻘﻴﻄﺎﺕ . ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﺰﻭﺟﻚ . ﻓﺄﺣﺴﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺑﺤﺐ ﻋﻤﻴﻖ ﻳﻀﺮﺏ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻬﺒﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺷﺒﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺣﺲ ﻫﺸﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﺮﺗﺐ ﺃﻣﺮ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ , ﻓﺒﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﺮﻳﺒﺎ ﻓﺮﻓﻀﺘﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺩﻑ ﻗﺎﺋﻼ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﺧﻼﻟﻪ ﻟﻸﻫﻞ ﺑﺎﻟﺸﻤﺎﻝ ﻷﺧﻄﺎﺭﻫﻢ ﺑﺰﻭﺍﺟﻲ ﻭﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻚ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ ﺳﺄﻗﻀﻲ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭ ﺳﺄﺣﺰﻡ ﺣﻘﺎﺋﺒﻲ ﺑﺎﻛﺮﺍً ﻟﻠﺴﻔﺮ , ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺑﻐﺮﻓﺘﻲ ﻭﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﻦ … ﺻﺪﻗﺘﻪ … ﺛﻢ ﺭﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺻﻔﺤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻧﺒﻴﻠﺔ . ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺇﻻ ﺫﺋﺒﺎ ﺑﺸﺮﻳﺎ ﻭﻛﺎﺫﺑﺎ ﺃﺷﺮﺍ ﻳﺘﻠﻔﻊ ﺑﺴﺤﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﺑﺮﺍﻗﺔ ﻭﻋﻮﺩﻩ ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﻴﻞ ﻓﺘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﻌﺎﺷﺮﻫﺎ ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ , ﻭﻛﺎﺩﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺬﻋﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻬﻲ ﺍﻵﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﺤﺒﻪ ﻭﺗﻘﻀﻲ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﻠﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ , ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻮﻋﻮﺩﻩ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﻔﺮ ﻟﻬﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻭﻋﻮﺩﻩ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﺴﻢ ﻭﻋﻨﻒ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻲ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻟﻘﻴﻄﺔ ﻭﻟﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺬﻟﻚ , ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻭ ﻧﻔﺘﺮﻕ . ﺻﻤﺘﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺻﻤﺘﺎً ﺣﺰﻳﻨﺎً ﻭﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻻ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺑﺪﺍً ﻭﺻﺒﺮ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺠﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﺁﻣﻼً ﺃﻥ ﺗﺮﺿﺦ ﻓﺘﺎﺗﻪ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺣﻠﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻐﺮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻇﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ . ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺎﺩ ﻫﺸﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﺮﺃﻯ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺘﻤﻠﻰ ﺣﺴﻨﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﻗَﺼَﺒَﺔْ ﻣَﻨﺼَﺢْ ﺍﻟﻮَﺍﺩﻱ ﺍﻟﺴــَــــﺤَﺎﺑُﻮ ﺇِﺩَﺍﻧَﺎ
ﺻِﺒْﺤَﺖْ ﻧَﺎﺩﻳَﻪ ﻣِﻦ ﻭَﺭَﺗـَــــــﺎﺑَﺎ ﻻ ﺳَﻴﻘَﺎﻧَﺎ
ﺍﻟﻘَﻠَﻞْ ﺻَﺒُﺮﻧَﺎ ﻭﻧَﻮﻣْــــــــــــﻨَﺎ ﺯَﺍﺗُﻮ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ
ﻭَﺟَﺪْﺗَﻬﺎ ﻏَﺎﻓْﻴﻪ ﺃَﻋْﺠَﺐْ ﻧَﻮﻣَﺎ ﻣِﻦ ﺻَﺤَﻴَﺎﻧَﺎ
ﻭﺃﻳﻘﻈﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﻜﻞ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻨﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﺄﺯﺍﺣﺘﻪ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺍﺑﺘﻌﺪ . ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﻭﺍﻏﺘﺼﺒﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻡ ﻣﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻰ ﻧﺤﻴﺐ ﻭﺩﻣﻮﻉ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻏﺎﺩﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺰﻡ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻫﺸﺎﻡ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭﺍﺟﺘﺎﺣﺘﻪ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻮﺣﺸﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺟﻴﺌﺔ ﻭﺫﻫﺎﺑﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻭﻏﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﺟﻰ ﻳﺤﻤﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﻕ ﻭﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻬﺮ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺗﺒﺎﺭﻳﺢ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺑَﻌَﺪ ﻣَﺎ ﺍﻟﻠَﻴﻞْ ﻫِﺪَﺍ ﻭَﺳَﻜَﺘَﻦْ ﺟَﻨَﺎﺩْﺑُــﻮ ﺻــــــَﺮِﻳﺨِﻦْ
ﻭَﻟَﻮَﺵْ ﻧَﺠْﻤُﻮ ﻏَﺮَﺏْ ﻭُﺑُﻮﻣُﻮ ﺯَﺍﺩْ ﻓِـــــــﻲ ﻧَﻮِﻳﺤِﻦْ
ﻋُﻴﻮﻥْ ﺍﻟﺮَﻣَﺎﺩ ﻟَﺠَﻦْ ﻭَﺯَﺍﺩ ﺍﻷَﺳَـــــــــﻰ ﺗَﺠْﺮِﻳﺤٍﻦْ
ﻣِﻦ ﻭَﻳﻦْ ﺍَﺟِﻴﺐْ ﻟَﻴﻬِﻦْ ﻣَﻨَﺎﻡْ ﻃَﻮﻝَ ﻣَﻌَـﺎﻱ ﺗَﺒْﺮِﻳﺤِﻦْ
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻓﻐﺮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺎﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ , ﺟﺎﺀﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻔﺎﻑ ﺍﻟﻤﺄﻭﻯ ﺳﻮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﻓﺎﺗﺤﺎً ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻟﻴﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻭﺗﺴﺒﻘﻪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻭﺗﻤﺘﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﻜﺔ ﻓﺎﻧﺰﻭﺕ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺗﻬﺎﻟﻜﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﺪﺛﻪ , ﺃﻏﺎﻇﻪ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼﻤﺘﻴﻦ ﻭﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ , ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻫﺸﺎﻡ ﺭﺩﺍ ﻭﻻ ﺟﻮﺍﺑﺎ , ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺍﻹﺳﺘﻴﺎﺀ : ﺭﺩﻱ ﻳﺎ ﻓﺎﺟﺮﺓ , ﻓﺒﺼﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ , ﻓﻬﺎﺝ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺃﺗﺒﺼﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﺍﻟﻤﻮﻣﺲ؟ , ﺃﺗﺒﺼﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺳﻴﺪﻙ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻘﻴﻄﺔ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﺸﺮﺩﺓ؟ , ﻭﺭﻓﻊ ﻛﻔﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎ ﻣﺒﺮﺣﺎ ﻓﻬﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﺄﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﺻﺮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺭﺃﺕ ﺧﻨﺠﺮﻩ ﻣﺴﺠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻀﺪﺓ ﺍﻟﺘﻘﻄﺘﻪ ﻭﺍﺳﺘﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﻤﺪﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻭﺟﻬﺘﻪ ﺑﻌﻨﻒ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺨﺮ ﻫﺸﺎﻡ ﺳﺎﻗﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻀﺮﺟﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻪ ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ , ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺠﻬﺶ ﺑﺒﻜﺎﺀ ﻣﺮ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺟﻔﺔ ﻭﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻮﻟﻴﺲ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻬﺪﺝ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ , ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻢ ﻓﺘﺢ ﺑﻼﻍ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﺮﻗﻢ 95 ﻟﺴﻨﺔ 1968 ﻡ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 251 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺿﺪ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺗﻢ ﺇﻳﺪﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺗﻤﺖ ﻣﻮﺍﺭﺍﺓ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻨﻔﺬ ﺟﺮﺣﻲ ﺑﺴﺐ ﺁﻟﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺑﻌﻤﻖ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮﺍﺕ ﻭﻋﺮﺽ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﺘﻤﺘﺮﺍﺕ ﺑﺎﻟﺼﺪﺭ ﺍﺧﺘﺮﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺳﺒﺐ ﻧﺰﻳﻔﺎ ﺣﺎﺩﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ . ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻨﺠﺮ ﻭﺗﻢ ﻭﺿﻌﻪ ﻛﻤﻌﺮﻭﺽ ﻓﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﺖ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻭﺃﻋﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﻣﺬﻛﺮﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺃﺳﻬﺎ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﻴﻦ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻣﻀﻮﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻋﻠﻲ .
ﺑﺪﺃﺕ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺳﻂ ﺣﻀﻮﺭ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻱ ﻃﺎﻏﻲ ﺍﻛﺘﻈﺖ ﺑﻪ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺟﻠﺴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺟﻬﺮﺍ ﻭﻫﻤﺴﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻜﻬﻦ ﻭﻳﺼﺪﺭ ﺣﻜﻤﻪ , ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺭﺟﺤﺖ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻄﺮﻗﺔ ﻭﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﻫﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻔﺺ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺣﺒﺲ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻓﺘﻔﺸﻞ ﻓﺘﻨﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺟﺮﻫﺎ … ﻫﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺑﻮﺭ ﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺳﻠﻴﻢ . ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ -:
ﺱ -: ﺍﺳﻤﻚ؟
ﺝ -: ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ .
ﺱ -: ﻋﻤﺮﻙ؟
ﺝ -: 21 ﻋﺎﻣﺎ .
ﺱ -: ﺟﻨﺴﻴﺘﻚ؟
ﺝ -: ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﺱ -: ﺩﻳﺎﻧﺘﻚ؟
ﺝ -: ﻣﺴﻠﻤﺔ .
ﺱ -: ﻣﻬﻨﺘﻚ؟
ﺝ -: ﻋﺎﻣﻠﺔ .
ﺱ -: ﻣﻜﺎﻥ ﺳﻜﻨﻚ؟
ﺝ -: ﺣﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ .
ﺱ -: ﺃﺗﺠﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ؟
ﺝ -: ﻻ .
ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻭﻗﺪ ﺇﺯﺩﺍﺩ ﺗﻮﺗﺮﻫﺎ ﻭﺑﻠﻎ ﻗﻤﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻱ ﺑﺴﺮﺩ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫﻫﺎ ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺇﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﺩﻩ ﻭﺃﻗﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻱ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﺇﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺗﺤﺖ ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 251 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ . ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻱ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺒﻴﺮ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻨﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ , ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ ﻗﻔﻞ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻭﺗﻢ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻹﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ .
ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻟﻼﻧﻌﻘﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻭﻓﻮﺭ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﺤﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﺍﻹﻧﻬﺎﻙ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﺧﺎﺫ ﻭﺣﺴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺗﺴﻴﻞ ﻟﺘﺨﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻗﻔﺺ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺣﺪﺩ ﺟﻠﺴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺑﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﺑﺪﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺷﺮﺍﻗﺎً ﻭﺃﻗﻞ ﺗﻮﺗﺮﺍً ﻭﺃﻃﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﻘﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﻉ ﻭﻗﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻴﺎﺱ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻮﺟﻪ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺮﺩ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻠﺠﺄ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻭﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﺟﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺑﺈﻳﻤﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﻭﺁﻫﺎﺗﻬﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺑﺪﻣﻮﻋﻬﻢ ﻭﺑﻜﺎﺀﻫﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺳﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺭﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄﺷﻬﺎ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﺮﺍﻓﻌﺔ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﻭﺗﺮﺛﻲ ﺣﺎﺿﺮﻫﺎ .
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺑﻬﺎ ﺷﻌﺮﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺫﺍﻉ ﺻﻴﺘﻬﺎ ﻭﻃﺎﺭﺕ ﺑﺄﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ . ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺜﺮﻳﺔ -:
ﻧﺸﺄﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺗﺮﺍﺑﻬﺎ ﻟﻘﻴﻄﺔ ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ , ﺑﺎﺩﻟﻬﺎ ﺷﺎﺏ ﻭﺳﻴﻢ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﻭﻗﻀﺖ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻓﺮﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻣﻊ ﻣﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺪﺃ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﺒﺮﺭ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﺸﺘﻤﻬﺎ ﻭﻳﻌﻴﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻮﻣﺲ ﺑﻐﻲ ﻭﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻓﺼﻤﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﻓﻄﻌﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﺨﻨﺠﺮ ﻓﻤﺎﺕ …
ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪﺕ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﺑﺤﻠﻔﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﻌﻨﺎ ﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻭﻗﻔﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻬﺎ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻠﻐﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻓﻌﺮﺑﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻌﺔ ﺷﻌﺮﺍ . ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ -:
ﻣﻮﻻﻱَ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻭﻻﺗَﻌْﺘِﺐْ ﺇﺫﺍ ** ﻣﺎ ﺧﺎﻧﻨﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮُ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻳﺎ
ﻭﺍﻏﻔِﺮ ﺇﺫﺍ ﻛَﺪَّﺭﺕُ ﺳﺎﺣﺔ ﻋﺪﻟِﻨﺎ ** ﺑﻤﻘﺎﻝٍ ﻣﺸﺌﺆﻣﺔٍ ﻛﺼِﺒﺎﻳﺎ
ﻣﺎ ﺿَﺮَّ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻫﻮ ﻟﻢ ﺗﻜُﻦ ** ﻓﻴﻪ ﻗﺮﺍﺑﻴﻦٌ ﻭﻓﻴﻪ ﺿﺤﺎﻳﺎ
ﻓَﺘَﺤْﺖُ ﻋَﻴﻨِﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤَﻴﺎﺓِ ﻭَﺣﻴﺪَﺓ ** ﻣﺎ ﻗﺎﺩﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﻳﺎ
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺃﻣﻲ ﺗُﻬَﺪﻫِﺪُ ﻣﺮﻗﺪﻱ ** ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺣَﻤَﻠﺖ ﻳﺪﺍﻩُ ﻫﺪﺍﻳﺎ
ﺃَﻧَﺎ ﻣَﺎ ﻟَﻌِﺒْﺖُ ﺑِﺤُﻀْﻦِ ﺃُﻣِﻲ ﻣَﺮﺓً ** ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﺑﻲ ﻋﻴﻨﺎﻳﺎ
ﻋِﺸْﺖُ ﺍﻟﺴِﻨِﻴﻦَ ﻃَﻮﻳﻠﺔً ﻭَﻋَﺮِﻳﻀَﺔً ** ﻓﻲ ﻧَﺒﻊِ ﺃﺣﺰﺍﻥٍ ﻭﻓﻴﺾِ ﺭﺯﺍﻳﺎ
ﻭﺷﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺍﻥ ﺃﺗﺮﺍﺑﻲ ﻭﻣﺎ ** ﺃﺣﻼﻫﻤﻮ ﻣﻦ ﺻﺒﻴﺔٍ ﻭﺻﺒﺎﻳﺎ
ﻓﻲ ﻣﻠﺠﺄٍ ﻗﺬِﺭٍ ﻭﺃﺩﺕُ ﻃُﻔﻮﻟَﺘﻲ ** ﻭﺳﻜﺒﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻄُﺮُﻗﺎﺕِ ﻧﻮﺭَ ﺻِﺒَﺎﻳﺎ
ﻭُﺧُﻄَﺎﻱَ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻮﺍﻙ ﻣﺎﻋﺎﺩﺕْ ** ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏِ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮِ ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﺕُ ﺧُﻄﺎﻳﺎ
ﺩُﻧﻴﺎﻱَ ﺗﺸﻘﻴﻨﻲ ﻭﺗﻜﺜِﺮُ ﻟﻮﻋﺘﻲ ** ﻣﺎﺫﺍ ﺟﻨﻴﺖُ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺩُﻧﻴﺎﻳﺎ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖُ ﺑﻪ ﻭﺳﻴﻤﺎً ﺳﺎﺣِﺮﺍً ** ﻓﺠَﻌَﻠﺘُﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏِ ﺣِﻤﺎﻳﺎ
ﻗﺪ ﻛﻨﺖُ ﺃﻫﻮﺍﻩُ ﻭﺗﻬﻮﻯ ﻋﻴﻨﻪ ** ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺗﻌﺸﻖُ ﺛﻐﺮﻩ ﺷَﻔﺘﺎﻳﺎ
ﻫﺬﺍ ﻣُﻨﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻛُﻨﺖُ ﻏﺮﻳﺮﺓً ** ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻣﻨﺎﻳﺎ
ﺑَﻌْﺾُ ﺍﻟﺮِﺟﺎﻝِ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ـ ﺳﻴﺪﻱ ـ ** ﺗَﺨِﺬَ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻮﺍﺋﺪﺍً ﻭﺳﺒﺎﻳﺎ
ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﻛَﻮَﺣَﺶٍ ﺟﺎﺋﻊٍ ** ﻭﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺸﻴﺊ ﺩﻭﻥ ﺭﺿﺎﻳﺎ
ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻤِﻪِ ﺑَﻐﻲٌ ﻣﻮﻣِﺲٌ ** ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻨﺎﻇِﺮِﻩ ﻧﺘﺎﺝُ ﺧﻄﺎﻳﺎ
ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻇﻠﺖ ﺳﻌﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺩﻣﻲ ** ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺃﺿﺤﺖْ ﻣُﺪﻯً ﻭﺷﻈﺎﻳﺎ
ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻘﻴﻨﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻭﻫﺬﻩ ** ﺻﻔﻌﺎﺗﻪ ﺷﻬِﺪَﺕْ ﺑﻬﺎ ﺧﺪﺍﻳﺎ
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀُ ﻭﻟﻢ ﻳﻌُﺪ ** ﻟﻠﺼﺒﺮِ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱَ ﺃﻱُّ ﺑﻘﺎﻳﺎ
ﺃﻏﻤَﺪﺕُ ﺧِﻨﺠَﺮَﻩ ﺑِﺼﺪﺭٍ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺳَﻜِﺮﺕْ ﻟِﻀَﻤﺔِ ﺯﻧﺪِﻩِ ﻧﻬﺪﺍﻳﺎ
ﻣﻮﻻﻱَ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻭﻻﺗَﻌْﺘِﺐْ ﺇﺫﺍ ** ﻣﺎ ﺧﺎﻧﻨﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮُ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻳﺎ
ﻭﺍﻏﻔِﺮ ﺇﺫﺍ ﻛَﺪَّﺭﺕُ ﺳﺎﺣﺔ ﻋﺪﻟِﻨﺎ ** ﺑﻤﻘﺎﻝٍ ﻣﺸﺌﺆﻣﺔٍ ﻛﺼِﺒﺎﻳﺎ
ﻫﺬﻱ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭُ ﻫﻞ ﻟﻲ ﺣِﻴﻠﺔٌ ** ﺇﻥ ﻃﺎﻭﻋَﺖْ ﺃﻗﺪﺍﺭَﻫُﻦَّ ﻳﺪﺍﻳﺎ
ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ُ ﻣُﺬﻧِﺒﺔً ﻭﻟﺴﺖُ ﺑﺮﻳﺌﺔً ** ﻓﺎﺣﻜُﻢ ﻭﻧﻔِﺬ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻮﻻﻳﺎ
ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺣﺮﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻭﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ( ﺗﺘﻬﻤﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺄﻧﻚ ﻭﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ 1968\7\14 ﻡ ﻗﻤﺖ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﺤﻤﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻤﺪﺍً ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﻌﻨﻪ ﺑﺎﻟﺨﻨﺠﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺽ ﺑﺼﺪﺭﻩ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 251 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ) , ﻣﺎ ﻫﻮ ﺭﺩﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ؟ , ﻣﺬﻧﺒﺔ ﺃﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻧﺒﺔ؟ .
ﻧﻬﺾ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﺘﺼﺪﻳﺎً ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻛﻠﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼً : ( ﻣﻮﻛﻠﺘﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻧﺒﺔ ﺗﺤﺖ ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 251 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﺎﺟﺎً ﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﺍﻥ ﺇﺩﺍﻧﺘﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ , ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 253 ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ) .
ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺠﺄ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭ ﺃﺩﻟﻴﺘﺎ ﺑﺄﻗﻮﺍﻟﻬﻤﺎ ﻭﺃﺑﺎﻧﺘﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺘﻪ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﺿﺎﺀﺗﺎ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﻀﺮ ﺍﻟﻤﺎﺣﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﻤﺼﻨﻊ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ , ﻭﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺤﻠﺞ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺬﺏ ﻓﻲ ﺣﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮﺍﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻄﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻏﺘﺼﺎﺑﻬﺎ .
ﻗﻔﻠﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺘﻲ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 251 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺗﻮﻗﻴﻊ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺷﻨﻘﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻻ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ ﻷﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ . ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺣﺪﺩﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺟﻠﺴﺔ 1968\9\18 ﻡ ﻣﻮﻋﺪﺍً ﻟﻠﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺸﻬﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ , ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﻓﺘﺢ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺟﻴﺰ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺇﻻ ﺗﺰﺍﺣﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻓﻼ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻤﻮﺿﻊ ﻗﺪﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ , ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺍﻋﺘﻠﺖ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﻠﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻀﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻭﺃﻥ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ , ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺻﻤﺖ ﻋﻤﻴﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﻬﺪﺝ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻠﺒﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺑﻘﻔﺺ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻳﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺑﺪﺃ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺗﻼﻭﺓ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ
ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ 95 ﻟﺴﻨﺔ 1968 ﻡ
ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ : ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ : 251 ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻻ ﻧﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻗﻴﻤﺎ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻭﺟﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻓﺎﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺛﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺭﺏ , ﻓﻔﻴﻬﻤﺎ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻭﺃﻥ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻤﻼﺟﺊ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻪ , ﻭﺃﻥ ﺭﻓﺪ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻮﺭﻭﺛﺎً ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ , ﻧﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺐﺀ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻨﻘﻴﺔ ﻗﻴﻤﻪ , ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﺳﺘﺤﻮﺍﺫﺍً ﻣﻠﺤﻮﻇﺎً ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﻉ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻪ ﻓﺮﺩﺍً ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﻗﻌﻨﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻴﻪ ﻛﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮﺓ ﻭﻋﻈﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ , ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺣﻴﻮﺓ ﻳﺎ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ) , ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻧﺴﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻛﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻘﺘﻞ .
ﻧﻌﻮﺩ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺛﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻘﻀﻴﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻓﻮﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻟﻨﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ ﺣﻮﻟﻬﺎ , ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺤﺼﺮﺕ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1968\7\14 ﻡ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﻮﻟﻴﺲ ﺣﻠﻔﺎ ﻣﻌﺘﺮﻓﺔ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺸﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺭﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃﻭﻻً : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻘﺮﻭﺀﺍ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺟﺤﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻔﻌﻠﻬﺎ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺑﺂﻟﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﺃﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺗﻠﺔ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ , ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺨﺺ ﻭﺣﻴﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .
ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﻧﻘﺮﺭ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ .
ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺜﻮﺭ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﺁﺧﺮ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 249 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻟﺘﻨﺰﻝ ﺑﻨﻮﻉ ﺟﺮﻳﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ . ﺩﻓﻊ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ , ﻭﻗﺪ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺘﻬﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ , ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 249 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻻﻧﻄﺒﺎﻗﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ , ﻓﺎﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﻇﺮﻓﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺎﺡ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻋﺰﻻً ﻭﺍﻥ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺳﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺼﺤﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﺱ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪﻧﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻧﻄﺒﺎﻗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻤﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﻥ ﻣﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 249 ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ , ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻤﺤﻴﺼﻨﺎ ﻟﻠﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻥ ﻣﺎ ﺳﻠﻜﻪ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ , ﻭﺍﻵﻥ ﻧﻨﺎﻗﺶ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻻﻧﻄﺒﺎﻗﻪ ﺇﺗﺤﺎﺩ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺠﺎﺋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﻮﻉ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻭﺑﺘﻜﺎﺗﻒ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻳﻔﻘﺪ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ﻟﺪﻯ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﻳﻤﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻢ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺩﻓﻊ ﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻚ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﺢ ﺻﺤﺔ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ . ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺟﻪ ﺇﺳﺎﺀﺍﺕ ﺑﺬﻳﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺃﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﺼﻔﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻧﻌﺪﻩ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻭ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ , ﻫﺬﺍ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺮﺍﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﺮﺭ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 249 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻔﺰﺍﺯ .
ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﺮﺭ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 253 ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ .
ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﻔﻔﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ , ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻭﻓﻈﺎﻋﺔ ﻟﺬﺍ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 253 ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺆﺑﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﺧﻠﻮ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻧﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺳﻮﺍﺑﻖ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺻﻐﺮ ﺳﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .
ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﻭﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻼﻧﻌﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﺻﺪﺭﺕ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺁﺭﺍﺀ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﻧﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻓﻲ 1968\7\14 ﻡ .
ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺻﺮﺧﻮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﺨﻔﻔﺎ . ﻭﺟﺪﺕ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻭﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﺠﻦ .
ﻗﻀﺖ ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﺤﺴﻦ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﺎ , ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﺪ ﺻﻤﻤﺖ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺟﺜﺘﻬﺎ ﻣﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻭﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ .