
لماذا شرق السودان يعاني
كتب الإعلامي الاستاذ احمد محمد احمد (احمدوناب )
لماذا في مجتمعاتنا، خاصة في شرق السودان، يبرز تساؤل محوري: لماذا نستمر في الاعتماد على أدوات وأفكار ليست من صنعنا؟ هذا التساؤل يتجاوز حدود الاقتصاد أو التكنولوجيا ليشمل أبعادًا أعمق في السياسة، والاجتماع، والثقافة، حيث يصبح الاعتماد على أدوات الآخرين جزءًا من مشكلات أعمق متعلقة بالتبعية وغياب الاستقلال.
غياب القيادة المستقلة
شرق السودان يعاني من غياب قيادة حقيقية ومستقلة تُعبِّر عن آمال الشعب وتُدافع عن مصالحه بعيدًا عن التدخلات الخارجية. للأسف، كثير من القيادات المحلية تعمل وفق أجندات مفروضة من جهات خارجية، مما يجعلها غير قادرة على صياغة نموذج تنموي يُلبِّي احتياجات المنطقة ويُحقق طموحات سكانها.
التبعية وأسبابها
1. ضعف الموارد المحلية: اعتماد مجتمعات شرق السودان على أفكار وأدوات خارجية يُعزى بشكل رئيسي إلى نقص الاستثمار في الموارد المتوفرة محليًا.
2. غياب التعليم الكافي: ضعف التعليم وغياب فرص التدريب أديا إلى نقص الإبداع وعدم القدرة على الابتكار.
3. الضغط السياسي: التدخلات الخارجية وسيطرة المركز على القرارات حرمت المنطقة من فرص تحقيق استقلالها السياسي والاقتصادي.
أثر غياب الاستقلال
1. الضعف الثقافي: إدخال أفكار وأدوات من الخارج أدى إلى تآكل الهوية الثقافية الخاصة بشرق السودان وتلاشي معالمها المميزة.
2. تعميق الفجوة التنموية: غياب حلول محلية وقيادة مستقلة ساهم في تأخر المنطقة وزيادة معدلات الفقر والتخلف.
3. التهميش: بدلاً من أن تكون الأدوات وسيلة للنهضة، أصبحت أدوات الآخرين وسيلة لفرض السيطرة وإدامة التبعية.
كيف نتجاوز المشكلة؟
1. بناء قيادات مستقلة: ضرورة العمل على ظهور قيادات محلية مخلصة تسعى إلى تحقيق تطلعات المنطقة بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.
2. تعزيز التعليم والتدريب: يجب الاستثمار في التعليم المحلي لإعداد جيل قادر على مواجهة التحديات بابتكار ووعي.
3. الاستفادة من الموارد المحلية: التركيز على تطوير الحلول التي تنبع من داخل المنطقة، واستغلال الإمكانات المتوفرة بأفضل الطرق.
4. الوحدة والتكاتف: العمل على تعزيز الهوية المشتركة وتوحيد الجهود لوضع خطط تنموية شاملة تُراعي مصالح الجميع.
إن الاعتماد على أدوات وأفكار الآخرين لن يكون خيارًا مستدامًا لمستقبل شرق السودان. الطريق إلى التنمية والاستقرار يمر عبر بناء مشروع وطني يرتكز على الإرادة المحلية، والاستقلال في اتخاذ القرار، والعمل الجماعي المخلص. بهذه الخطوات فقط يمكننا ضمان مستقبل أفضل لأهلنا ولأجيالنا القادمة.